الإصابة بإرتفاع ضغط الدم يعد من الأمراض المزمنة والخطيرة والتي تستمر مدى الحياة مع المصاب, لكن تكمن خطورة هذا المرض في المضاعفات التي يسببها والأثار الصحية السلبية التي تطال بعض أجهزة وأعضاء الجسم الرئيسية والمهمة, مما ينتج عن ذلك عدم قدرة تلك الأجهزة والاعضاء على القيام بمهامها الأساسية وأي خلل في ذلك يسبب مخاطر إضافية على صحة الجسم ومن تلك الأعضاء هي الكلى حيث تتأثر بشكل كبير بإرتفاع ضغط الدم, وسنبين مدى العلاقة وشكلها بينهما في خضم التقرير.
أضرار إرتفاع ضغط الدم على الكلى
لا يسبب إرتفاع ضغط الدم مضاعفات تطال الكلى فقط بل ايضا الوحدات الإنبوبية الكلوية تتأثر, ومع تقدم الوقت ينتج عن إرتفاعات ضغط الدم المتكررة تضيق او إضعاف او تصلب في الشرايين المتواجدة حول الكلى مما يجعل من الصعب نقل الكميات المطلوبة من الدم إلى الأنسجة الكلوية, وهذا يسبب أضرارا صحية كبيرة في الكلى تتمثل في التالي:
_ عدم القدرة على تنقية الدم, حيث ينتج عن إرتفاع ضغط الدم عدم قدرة الشرايين المتواجدة في الكلى على تنقية الدم بالشكل المطلوب وهذا لأن الكليتين لم يعد لديهما القدرة على ترشيح الدم وتنظيم السوائل والهرمونات والأحماض والأملاح في الجسم.
_عدم القدرة على تنظيم ضغط الدم, حيث من الأساس ضغط الدم يتم تنظيمه بواسطة هرمون يتم إنتاجه وهو هرمون الألدوستيرون الذي يعمل على تنظيم ضغط الدم, أما عند تعرض الكلى للأضرار مع وجود إرتفاع في ضغط الدم بشكل مستمر ومتكرر ينتج عن ذلك توقف الشرايين عن العمل وبالتالي الإصابة بالفشل الكلوي.
تأكيدات طبية
الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الباطنية أكدوا على ان الإصابة بإرتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى "وجهان لعملة واحدة" حسب وصفهم, وهذا في إشارة إلى العلاقة الكبيرة بين الطرفين حيث ينتج عن إرتفاع ضغط الدم أضرارا وتلفا بالكلى مما يؤدي ذلك إلى عدم قدرة الكلى على القيام بمهامها في الجسم.
والعلاقة عكسية ايضا حيث عند وجود خلل بوظائف ومهام الكلى يزيد إفراز الهرمونات التي تعمل على إرتفاع ضغط الدم, وليس ذلك فقط بل أن قلة إنتاج البول بسبب وجود خلل في الكلى ينتج عنه إحتباس كبير للسوائل في الجسم مما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بإرتفاع في ضغط الدم.
وحسب تاكيدات الرابطة الألمانية فإن حدوث تلف في الكلى هو السبب الثالث الذي يؤدي إلى حدوث وفيات بين مرضى إرتفاع ضغط الدم, ومن هنا تبرز اهمية الفحص المستمر للكلى وذلك بهدف إكتشاف أي مشاكل صحية او خلل فيها ليتم علاجه بأوقات مبكرة من الإصابة, وهذا ما شددت عليه الرابطة بضرورة قيام مرضى إرتفاع ضغط الدم بإجراء فحص للبول مرة واحدة على الأقل كل سنة بهدف الإطمئنان على الوضع الصحي للكلى لديهم.
الأعراض
بات من المعروف أن الإصابة بإرتفاع في ضغط الدم لا ينتج عنه ظهور أي علامات او مؤشرات, لكن في بعض الحالات قد يظهر على المريض بعض الأعراض كالإصابة بالصداع, لكن إذا تحدثنا عن الإصابة بمشاكل في الكلى فقد لا تظهر أي أعراض تتعلق بهذا الشأن خاصة في المراحل الأولى من المرض لكن في بعض الحالات قد تظهر أعراض معينة مثل الإصابة بالوذمة أي ظهور تورمات في بعض مناطق الجسم, او تراكم كميات من السوائل في الأقدام او الساق او اليدين وغيرها, أما إنخفاض وظائف الكلى قد تؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض ومنها:
_التعرض لمشاكل في النوم.
_الشعور بالنعاس بشكل متكرر.
_إنقطاع الشهية.
_الإستفراغ.
_الغثيان.
_الإصابة بالصداع.
_عدم القدرة على التركيز.
_إرتفاع عدد مرات التبول.
_مشاكل وصعوبات في التنفس.
_الإصابة بألم في الصدر.
_إنخفاض الوزن.
_تحول لون البشرة إلى اللون الداكن.
الوقاية
للوقاية من حدوث مشاكل وأضرار وتلف في الكلى لا بد من الأساس الوقاية من إرتفاع ضغط الدم, والذي يتمثل ذلك في إتباع نمط حياتي صحي يعتمد على غذاء صحي ومتوزان بالإكثار من الخضار والفاكهة وتقليل كميان الدهون والملح, والمزيد من النشاط البدني مثل ممارسة التمارين الرياضية, مع تجنب التدخين, عدا عن ضرورة التقليل من الوزن في حال كان زائدا او يعاني المريض من السُمنة, وأهمية إتباع كل السبل والطرق التي من شانها أن تعمل على التقليل من مستويات ونسب الكوليسترول في الدم.
الملخص
بناء على كل ما تم ذكره سابقا فإننا نستنتج أن العلاقة بين إرتفاع ضغط الدم والكلى علاقة قوية وكبيرة إلى أبعد الحدود, حيث الإصابة بأمراض الكلى ينتج عنها إرتفاع في مستوى ضغط الدم وهذا لأسباب عديدة مثل فقدان الكلى قدرتها في تصريف السوائل الزائدة عن حاجة الجسم مما يؤدي إلى تراكم هذه الكميات وإرتفاع مستويات ضغط الدم, وإما لسبب أخر وهو إنتاج بعض المواد التي تعمل على تحويل "الأنجيوتنسنوجين" الذي يتم إنتاجه في الكبد إلى "أنجيوتنسين" الذي يعمل على إنقباض الأوعية الدموية ورفع مستوى ضغط الدم.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم