بحّة الصوت من المشكلات المزعجة بالنسبة للكثيرين، وتعدّ من الأعراض الشائعة لعدد من الأمراض، ونعني بذلك اختفاء الصوت جزئيًا أو بشكل شبه كلي، ويحتاج أحيانًا لتدخل طبي وقد لا يحتاج إلا لمجرد علاجات منزلية، وقد يكون اتباع نصائح الصحة الصوتية لمنع حدوث هذه المشكلة هو الحل. ويرافق حدوث البحة تغير في طبيعة الصوت، وارتفاع نغمته، وحدته.
هناك أمراض عديدة تنبّه إليها البحة الصوتية، منها: التهاب الحلق، أو الارتجاع المريئي، أو التعب الجسدي واستخدام الصوت بكثرة، أو مشاكل وقصور الغدة الدرقية، أو وجود دمامل على الحبال الصوتية، أو شللًا للحبال الصوتية، أو الإصابة بسرطان الحنجرة.
تشكّل البحة الصوتية خطرًا ووجوبًا لمراجعة الطبيب عند استمرارها لمدة 14 يوم فأكثر، أو عند ظهورها بشكل مفاجئ، ويعتمد التقييم على التاريخ المرضي للإصابة بالبحة والأعراض قبل حدوثها، والممارسات الصوتية المتكررة، ومجال العمل الذي قد تؤثر طبيعته في ظهورها، ويتبع ذلك استخدام المنظار الحنجري الصلب لرؤية الحبال الصوتية وطبيعة تأثرها، ورؤية تهيّجها واحمرارها أو إن ظهرت الحبوب عليها ومدى حركتها، ثم تحديد الحاجة لفحوصات مثل فحص الغدة الدرقية ، وقد يطلب الطبيب عمل خزعة.
في الأحيان التي تكون بحة الصوت بسبب إساءة استخدام الصوت و إهمال الصحة الصوتية، فإن اتباع بعض الإرشادات تكون كفيلة بالعلاج، مثل شرب الماء، وترطيب الحنجرة بالبخار، ومنح الراحة للجسد لأن ذلك ينعكس إيجابيًا على الصوت، وتقليل التعرض للروائح مثل الدخان ومواد التنظيف الكيماوية، والغرغرة بالماء المالح، والاستفادة من حبوب المصّ التي تساعد في الترطيب، والابتعاد عن الأطعمة أو الأعشاب المهيّجة، والتوقف عن التدخين أو شرب الكافيين بكثرة.
وفي حالة الإصابة ببحة الصوت بسبب مرض أو التهاب فإن علاج المرض سيؤدي لإزالة العرض تلقائيًا حال الالتزام بالعلاج، وينطبق ذلك على البحة المرتبطة بالارتجاع المريئي أو بسبب التهاب الحلق فإن المضادات الحيوية والأدوية الصحيحة كفيلة بإعادة الصوت لطبيعته عند الشفاء. أما إذا كانت البحة الصوتية بسبب ورم سرطاني أو دمامل فإن العلاج أيضًا يكون بعلاج الأمراض المسببة لها أولًا، والخضوع للجراحة إن اقتضى الأمر.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم
